Le texte plein de douleur et de rage de Pierre Abi-Saab, en hommage aux suicidés de la misère.
كيف نوقف موتنا الآتي؟
▻https://al-akhbar.com/Politics/291015
ماذا جئت تفعل في شارع الحمرا يا علي، بعدما جهّزت قرائن اتهامنا بعناية؟ المسدس والعلم اللبناني والسجل العدلي النظيف وتلك الورقة البيضاء التي كتبت عليها بالأحمر العريض، بخط متوتّر نزق، السطر الأوّل من أغنية زياد الرحباني «أنا مش كافر». هل كانت كلمات الأغنية تدور في رأسك بشكل متواصل في البرهة الفظيعة التي سبقت اللحظة الحاسمة؟ «بس الجوع كافر/ بس المرض كافر/ بس الفقر كافر والذل كافر...». أغنية السخرية والغضب، صارت نشيد اليأس والموت. لا أحد سيعرف إن كنت تعمدتَ اختيار «مسرح المدينة» الذي يصارع هو الآخر من أجل البقاء! يا لها من خلفية نموذجيّة لهذه المأساة. من سيكتب قصتك، من سيكتب تاريخنا الحقيقي؟ صاحب المتجر الصغير المتعثّر في الضاحية، صار بطلاً تراجيدياً. ومثله سائق التاكسي الذي لا يملك ما يشتري به دواءً لزوجته المريضة، تركها تنام هي وابنتهما، وتسلّل على رؤوس أصابعه إلى حبل المشنقة. هذا الحبل ليس لرقبتك يا سامر. نريده أن يلتف على رقاب الذين ينهشون لحمنا الحي منذ عقود. هؤلاء الذين نهبوا البلد دهراً، ثم هرّبوا مليارات الدولارات إلى الخارج كي تبقى أنت معدماً وتنقطع بك السبل. والآن يريد أصحاب المصارف وحاكمهم ونادي الواحد في المئة تجريد الدولة من أملاكها، والسطو على آخر ما نملك. يخططون لسرقته من درب الأجيال المقبلة، ليمسحوا خسائرهم ومنهوباتهم، ويغسلوا فساد الحكّام. وبعدها يستأنف رجال المال والأعمال والسياسة - وهم واحد في النهاية - بزنسهم القديم، ويعيدون إحياء «الأعجوبة الاقتصاديّة اللبنانيّة».