« الإسلام السياسي » مصطلح ملتبس لغةً ومريب مضموناً

/291935

  • « الإسلام السياسي » مصطلح ملتبس لغةً ومريب مضموناً
    https://al-akhbar.com/Opinion/291935

    Analyse, en arabe, de l’expression "islam politique". (Google translate atteint ses limites !)

    «الإسلام السياسي». شاعت هذه العبارة - المصطلح في العقود القليلة الماضية، حتى اكتسبت نوعاً من البداهة والحياد الاستعمالي بفعل التكرار والانتشار حتى من قِبل باحثين عرب لا غبار على توجهاتهم ومنهجياتهم الوطنية والتقدمية. غير أن تدقيقاً عميقاً ومتمهّلاً في ماهيتها لغةً واصطلاحاً تجعلها أهلاً للشكّ النقديّ بل وللريبة والشبهة.

    لغةً، تحيلنا هذه العبارة (الإسلام السياسي) إلى وصف «الإسلام» - كاسم علم لدين معروف، ومزجه بالسياسة على سبيل التخصيص ضمن التنويع، وكأن قائلها يؤمن بوجود أنواع من «إسلامات»، منها الإسلام الاقتصادي وليس «الاقتصاد الإسلامي»، وعلى هذا المنوال يُمكن اشتقاق عبارات من قبيل: الإسلام الصناعيّ والإسلام الزراعيّ والإسلام التلفزيونيّ.. إلخ، وهذه صيغٌ لا معنى ولا مسوّغاً لغوياً لها.

    أمّا مضموناً، فهذا المصطلح «الإسلام السياسي»، يعني توحيداً لجهة الماهية لاسم دين معروف ومحترم كسائر الأديان هو «الإسلام» بالسياسة بعُجرها وبجرها، وجعلها ماهية له مفردة به، لينتج عن ذلك شيء جديد هو دين سياسيّ خالص ومتفرّد في ذلك ومختلف عن سائر الأديان! فهل الإسلام هو دين سياسي، أم أنّه دين كسائر الأديان يستغلّه ويستلهمه السياسيّون وأهل السلطان وأهل الفكر والعقائد السياسية لخدمة مشاريعهم الخاصة؟
    المرجّح عندي، بصدد ابتكار هذا المصطلح، احتمالان: فإمّا أن يكون من منتجات الترسانة الإعلامية والاستشراقيّة الغربيّة العنصريّة المعادية للإسلام والمسلمين عموماً، أو أنّه هفوة من نِتاج لغة مبتكر المصطلحات السياسية العاجزة عن الابتكار الإصلاحيّ الصحيح من قِبل مؤلفين ومترجمين عرب، والاحتمال الأوّل قد يكون أقوى من الثاني! كيف ذلك؟